لماذا بدأنا هذه المبادرة بإنشاء مجموعات تطوعية (العودة) في جميع أنحاء اليونان؟

لأننا نريد أن ندعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعملية مستمرة وممنهجة من التطهير العرقي والإبادة الجماعية, لأننا نؤمن بأن الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية هي أسس للتعامل مع عواقب وآثار الإبادة الجماعية, إن توفيرها يعطي الأمل في الحياة، وخاصة للأطفال والنساء والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة والذين تضرروا بشدة من حرب الإبادة الجماعية. أكثر من 75٪ من الضحايا هم من الأطفال والنساء وكبار السن وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
نحن نريد أن نساهم كأشخاص يؤمنون بالمبادئ والقيم الإنسانية و التضامن بين الضعفاء والمظلومين, نحن نريد أن نترك أثرنا في النضال من أجل إعادة بناء مستشفى العودة والشبكة الصحية بأكملها في قطاع غزة. لأن الصهاينة النازيين دمروا بشكل كامل او جزئي 32 مستشفى وعشرات المراكز الصحية والعيادات
هدفهم مدروس جيدا: جعل قطاع غزة غير قابل للحياة من حيث الرعاية الصحية وبالتالي إجبار شعبه على مغادرته, هدف عمره عقود من الزمن تجذر في عقل الصهيونية لتهجير سكان قطاع غزة وخاصة 70٪ من سكانه اللاجئين الذين شردتهم حرب المرحلة الأولى من احتلال فلسطين عام 1948.
 كانت الشبكة الصحية في قطاع غزة ولا تزال واحدة من أكبر العقبات التي تحول دون تحقيق هذا التهجير المتعمد, إن تدمير بنيتها التحتية وقتل الاطباء والممرضيين العاملين فيها كان ولا يزال المحرك الرئيس لمثل هذا القصف الوحشي للمستشفيات والمراكز الصحية والعيادات, إن حرب الجيش الصهيوني ضد شعب قطاع غزة هي الحرب الأولى في تاريخ البشرية التي تم تسميته "الحرب ضد المستشفيات", ما على المرء سوى إلقاء نظرة على قائمة الهجمات العسكرية المستهدفة ضد المنشآت والكوادر الصحية من 7\10\2023 إلى 25\3\24.
 من الحقائق المعروفة أن الناس يعطون أولوية كبيرة لصحتهم ويحاولون دائما إيجاد حلول بكل الطرق للمشاكل الصحية التي يواجهونها هم وأطفالهم وأقاربهم, وعندما يعجزون عن إيجاد حلول لمشاكلهم في وطنهم  فإنهم مجبرون على البدء في التفكير في أماكن أخرى, هذا ما تريده الدولة والجيش والحركة الصهيونية: ترسيخ "الهجرة الطوعية" في أذهان سكان غزة الفلسطينيين، بعد أن فشلوا حتى الآن في تنفيذ "التهجير القسري" كما فعلوا في النكبة في عام 1948، عندما أجبروا 800 ألف فلسطيني على الفرار من مدنهم وقراهم إلى دول مجاورة ومناطق أخرى داخل فلسطين
 الجيش الصهيوني يسعى لتهجير المرضى والجرحى والعاملين في الشبكة الصحية في غزة, نحن نريد أن نوقفه, نريد أن نساهم كأشخاص عاديين وكحركات اجتماعية وتجمعات بعيدا عن قبضة الدول ومقاوليها الذين كانوا ومازالوا يهدفون لإستعباد الشعوب وإخضاع حركات المقاومة. نحن نريد أن نرسل رسالة مفادها أن الشعوب الذين خرجوا وشاركوا بحماس و قوة في المظاهرات والنشاطات ويريدون ان يكون تضامنهم ملموس وعلى ارض الواقع
بتاريخ 7\12\2023 أصدرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بيانا صحفيا يفيد بأنه تم تسجيل ما لا يقل عن 364 اعتداء على خدمات الرعاية الصحية منذ السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 553 عاملا في قطاع الصحة وإلحاق أضرار ب 50 مرفقا صحيا و 190 سيارة إسعاف.
قبل أسابيع، وتحديدا بتاريخ 22\11\2023، وثقت منظمة الصحة العالمية 178 اعتداء على الرعاية الصحية في قطاع غزة مما أسفر عن مقتل 553 شخصا وإصابة 696 آخرين من بينهم 22 حالة وفاة وإصابة 48 عاملا في قطاع الصحة أثناء تأديتهم لعملهم, أصابت الهجمات 44 مرفقا صحيا بما في ذلك تضرر 24 مستشفى، وأصيبت 40 سيارة إسعاف تضررت 32 منها. حتى  تاريخ 31\1\2024  تم تهجير ما يصل إلى 1.7 مليون شخص (أكثر من 75٪ من سكان قطاع غزة) من أماكن إقامتهم في قطاع غزة وأحيانا بشكل متكرر, وتضطر العائلات إلى الانتقال مرارا وتكرارا بحثا عن الأمان. بعد القصف الصهيوني المكثف والمعارك في خانيونس في الأيام الأخيرة  انتقل عدد كبير من النازحين إلى الجنوب
 وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمر الجيش الصهيوني في 29 يناير/كانون الثاني بإخلاء عدة أحياء في مدينة غزة إلى الجنوب, وتألفت هذه المنطقة من حوالي 59 مأوى مع نزوح حوالي 88,000 نازح قسرا مرة أخرى.
لماذا اخترنا هذا المستشفى بالذات؟
لأن مستشفى (العودة) يعتمد على اللجان الاجتماعية التي تقدم الرعاية الصحية والاجتماعية منذ عقود في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين الذي يعتبرالأكثر اكتظاظا بالسكان في قطاع غزة.
 بدأ مستشفى العودة عمله بتاريخ 27\4\1997, ومنذ ذلك الحين عالج واعتنى بعشرات الآلاف من المرضى والجرحى وخاصة الأطفال والنساء، ويعتبر مستشفى الولادة الخاص به فريدا من نوعه في شمال غزة والأفضل في المنطقة بأكملها.  ومن ناحية أخرى فقد تعرض للهجوم عدة مرات من قبل جيش الاحتلال حتى عندما كان – حتى عام 2005 – في قطاع غزة (انسحب جيش الكيان الصهيوني من قطاع غزة في عام 2005). وقد تعرض للهجوم عدة مرات في جميع الحروب الخمس التي خاضتها غزة في السنوات ال 17 الماضية, والمستشفى حاليا هو الوحيد في شمال غزة الذي يضم قسم للولادة وأقساما لرعاية الأمومة.
في الحرب الأخيرة 2023-2024، التي لا تزال مستمرة تعرض مخيم جباليا حيث يقع المستشفى للقصف بأقوى القنابل المتاحة لجيش الاحتلال الصهيوني مما أدى إلى تدمير احياء بأكملها, وقد سويت أكثر من 60٪ من منازل المخيم بالأرض، ودمرت شبكة المياه والصرف الصحي والكهرباء بالكامل، فضلا عن شبكة الطرق التي دمرت بأكملها تقريبا, اجماليا في جميع أنحاء قطاع غزة الجيش الصهيوني تسبب في تدمير أكثر من 50٪ من المنازل والبنية التحتية والمرافق في الجزء الشمالي من قطاع غزة، حيث يقع المستشفى. وفقا لصحيفة فاينانشال تايمز ، أثرت الكارثة على 80٪ من البنية التحتية والإسكان.
لان مستشفى العودة هو واحد من 26 مؤسسة صحية في قطاع غزة  التي تعرضت للقصف والهجوم بكل الأسلحة المتوفرة لدى الجيش الصهيوني, تسببت هذه الهجمات بمقتل المئات من العاملين في قطاع الصحة في معظم هذه المستشفيات وأضرار جسيمة لا تحصى في البنية التحتية والمرافق والمعدات الطبية، مما جعلها غير فعالة.
 تعرض مستشفى العودة 6 اعتداءات  متعمده من قبل القوات الجوية والمدفعية للمحتلين الصهاينة..
بتاريخ 10\11\2023 قصف جيش الاحتلال الصهيوني مدخل المشفى وسيارات الإسعاف وسيارات الأطباء والممرضين مما تسبب في أضرار كبيرة.
بتاريخ 21\11\2023 وقع هجوم مستهدف في الطابقين الثالث والرابع من المستشفى، حيث استشهد ثلاثة أطباء أثناء عملهم، اثنان  كانا يعملان في جناح منظمة أطباء بلا حدود وهم الدكتور محمود أبو نجيلة ود. أحمد السحار وطبيبًا ثالثًا كان يعمل في مستشفى العودة هو د. زياد التتري والذي كان يعمل كطبيب أطفال في مستشفى العودة.
بتاريخ 1\12\2023 بمجرد إنتهاء الهدنة التي تم من خلالها تبادل الأسرى، أفادت منظمة أطباء بلا حدود أن المستشفى تعرض للهجوم.
أدانت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها بأن "عدوان الجيش الصهيوني إستهدف مكتب مدير مستشفى العودة الدكتورأحمد مهنا».
بتاريخ 13\12\ 2023 فرض جيش الغزاة حصارا على المستشفى ، وحاصر 240 شخصا ومريضا واطباء و ممرضيين بداخله. وقتل قناصة الغزاة المتمركزين في المباني المحيطة امرأة فلسطينية حامل في المستشفى, وقال مدير المستشفى إن ممرضة أستشهدت على يد قناص صهيوني في الطابق الرابع من المستشفى أثناء عملها.
بتاريح 19\12\2023 قامت قوات الاحتلال الصهيوني التي حولت مستشفى العودة شمال غزة إلى ثكنة عسكرية باعتقال مئات الأشخاص الذين كانوا في المستشفى من بينهم 80 من الكوادر الطبية و 40 مريضا و 120 نازحا وجدوا مأوى داخل المستشفى دون ماء أو طعام أو دواء ومنع التنقل بين اقسام المستشفى. ومن بين المعتقلين مدير المستشفى، أحمد مهنا، الذي لا يزال محتجزا لدى قوات الاحتلال.
 بتاريخ  31-1-2024 قصفت مدفعية جيش الاحتلال المستشفى
ومنذ الهجوم الأخير، تم إغلاق أكثر من 50٪ من الخدمات الصحية في المستشفى، ولحقت أضرار بالغة بالطابق 4 وجناح أطباء بلا حدود الذي تستضيفه المستشفى
لجميع الأسباب المذكورة أعلاه، فإننا نعتبر أنه من الأهمية بمكان لبقاء الشعب الفلسطيني أن ندعم بكل الطرق التشغيل  الدائم للمستشفى والشبكة الصحية على نطاق أوسع في قطاع غزة، كحد أدنى من الإنسانية والتضامن الأساسيين (دعوة كحد أدنى لدعم صمود المضطهدين من ضد جيش الاحتلال يدوس بقدمه (القانون الدولي) ضد أكثر احتلال همجي يمارس الإبادة ضد مرضى وعاملين في المجال الطبي.